لا تفرض الرقابة على حسِّكَ الفكاهي
الفقرة أدناه هي على لسان سيمور حين سهر طوال
الليل يكتب رسالة طويلة لأخيه بادي النائم على السرير الآخر في ذات الغرفة ليعلمه
برأيه بعد قراءة مسودة قصة من قصصه.
طوال النصف
الأول من القصة يقف الطبيب في العراء متجمداً من البرد في انتظار محبّتك، كونه
الشخصية الرئيسية في قصتك. فَلَو كنت فعلاً تحبه لما حرمته من حريته في اللّعن
والسباب في حواراته مع ممرضته، لما حوّلت جُملَ حواره إلى عباراتٍ لطيفة منتقاةٍ
بعناية.
لم
فرضتَ الرقابة على ذاتك؟! أكنت تخشى فعلاً على شخصيتك الرئيسية من عقوبة
الحرق في الجحيم إن هي لعنت؟
وأرجوك ..
أرجوك تصالح مع واقع أنك ككاتب تملك حسّاً عالياً من الفكاهة. ان تخليّت عن
الفكاهة فقط لأنك ككاتب لا تؤمن بجدواها وقيمتها أدبياً فهو قرارٌ مماثلٌ بسوئه
قرارَ الكاتب التخلي عن الأسماء والصفات والأفعال لأنّ أستاذه الجامعي طلب منه
ذلك.
فما الذي
يعرفه أستاذ الجامعة عن الكتابة؟ ما الذي يفقهه أصلاً عن حس الفكاهة؟
ما قرأته
التو لك هي قصة رائعة بمعايير أستاذك، لكنها ليست قصتك. بمجرد أن أخْبَرَك أستاذك
أن قصتك هذه هي خطوة في الاتجاه الصحيح وجبَ عليك أن تقلق.
لا تغضب
مما قلته التو، لكنني مجرد قارئ، والسؤال هو: هل أنت كاتب؟ أم مجرد كاتب يكتب
قصصاً رائعة بمعايير أستاذه؟
اعْلَم هذا
عزيزي الكاتب ، أنا أمانع وبكل قوة قراءة قصةٍ رائعة لك بمعايير أستاذك.
أنا قارئ
وما أريده
هو قراءة قصتك أنت.
والاستماع
للسب واللعن على لسان شخصياتك !
( الصورة
أعلاه هي لغلاف مجلة نيويوركر عام ١٩٤٨ والتي نشرضمن عددها قصة " يوم مثالي
لسمك الموز " )
إرسال تعليق