0

غربة النورس الحزين

       
 خلف قضبان الحرمان أمكث، أشتهي لحظة صفاء زرقاء، ترتجل أشجاني الفرح الفصيح، لكن لا فصاحة حيث الزمن ملحون. أتطلع إلى الفراغ بعينين يملأهما العبث والتشظي، فترتجف أحلامي من شدة البرد في دماغي.. ويتجمد الحبر في يراعي فلا يجود إلا بالعصيان.
من أنت أيها النورس الحزين؟ من أي شاطئ أنت؟ وهل ولدت أم ليس بعد؟ فما عدت أرى لك وجودا، أفي سفر أنت؟ أم الحياة كلفتك العمر؟؟  لم أعد أرى إلا آثار ذاكرتك، أما أنت فمفرط في الغياب، ممعن في السراب، موغل في العدم.
      لماذا رحلت؟
      لماذا رحلت؟ فبرحيلك تغربت أنفاسنا، وتألم أهالينا.. ترمدت سماؤنا، وبِيدَ حلمنا.. وأضحى كلامنا صقيعا يأوينا، لماذا رحلت وتركت أشعارنا بلا أوزان، وخبزنا بلا لباب.. تركت أفراحنا بلا ألحان، وحزننا بلا عذاب.. تركت أشجارنا بلا أفنان وأرضنا بلا سحاب...
     لماذا رحلت؟
    برحيلك صرنا نتسول من اللحظة فتات المسرات، ونتسلل إلى أطباق المعاني نمسح بها أوراقنا علّه يعلق بها  بعض الكلمات.
    برحيلك ثكلتني الحياة، اعتصرتني المحن فانصهرت في الشتات، فغدوت وحيدا إلا من وحدتي.. غريبا إلا من غربتي.. حزينا إلا من حزني.. كئيبا إلا من كآبتي..
...............................................،
    وذات مساء رمادي تفقدت وحدتي وغربتي وكآبتي فلم أجد إلا  "أنا" ..
   وجدتني وحيدا بلا وحدة غربيا بلا غربة حزينا بلا حزن كئيبا بلا كآبة..
   إن لم أراسلك يانورس، فاعلم أنه قد غابت الشمس، فلم أعد كائنا.. وعلامات العدم انشقاق القمر.

العيون الجنوبية: 28 يناير 2013م. 


إرسال تعليق

 
Top