هل السعادة قرار؟
قد إختلف الكثيرون
في إجابتهم لهذا السؤال ، فمنهم من يجزم أن السعادة قرار و منهم من يرى أنها لا يمكن
أن تكون أبداً كذلك ﻷنها
لا تنبع منك فقط ، بل تتحكم فيها الكثير من العوامل الخارجية و رأيي من رأيهم.
ما السعادة ؟ قبل
كل شيء؟ إذا عرفت السعادة بارتباطها بأشياء مادية كالنجاح ، الغنى ، الحب ، السلطة
و الصحة أو غيرها مما هو خارج عن ذاتك ، فإنها ليست بقرار. إذ أن القرار كما أراه هو كل ما ينبع منك ، من جوفك
أي أنك تستطيع أن تسعد رغم كل الظروف التي تحيط بك ﻷنك قررت ذلك.
و الحقيقة أن هناك
فرق كبير بين أن تقرر تغيير الواقع و أن تقرر أن تسعد تاركا إياه كما هو : كأن تعيش
في جحر و كل الفرح بالنسبة لك هو أن ترى الشمس ﻷنك قررت أن تكتفي بهكذا واقع ، بهكذا
سرور..!
بالنسبة لي ، السعادة
ليست دائما قرارا ، ذلك أنها تتأثر بالظروف الخارجية ، و طالما كانت هذه اﻷخيرة سيئة
، فلا يمكنك سوى ان ترضى لا أن تكون سعيدا ﻷن غبطتك مرتبطة بتغيير تلك الظروف .
بإمكانك أن تقرر
تغييرها ، لكن ، ماذا إذا فشلت؟ لا أقصد أن تعدم حياتك بالحزن ، لكن قد لا تكون بالضرورة
سعيدا : إنه الرضا.
سأقول اﻵن ، و أنا
أحاول جاهدة أن لا أناقض نفسي : كن سعيدا. كم من اﻷيام نملك لكي نفنى بين الحزن و التعاسة؟ أو على اﻷقل احمد الله لأنه فضلك على كثير من خلقه
تفضيلا ، فلا حرب تقلق مضجعك مثلاً. .!
أو بمعنى آخر ، أستغل
الأيام التي يكون فيها القدر لصالحك . قد تسقط عشرات المرات ، لكنك تملك على اﻷقل القدرة
لتقوم من جديد.
إذا كنت تعتقد أن
السعادة وسط كل السلبيات التي تحيط بك : المرض الفقر الجهل العجز ..نابعة منك فقط ،
فأنا أحسد مثاليتك..ترى لو كنت فلسطينياً مثلاً أ كنت ستظل متشبثا برأيك؟ أ السعادة
قرار هناك على أرض المحشر و المنشر؟
سيأتي وقت حيث يأخذ
الشجو من نفسك مأخذا عظيما ، لكنك ستنسى ذلك أنه كالفرح ، كلاهما لا يدوم.
سارة برزيزوي
إرسال تعليق