0

غريبة ..
كيف أنها راسلتني اليوم،كأنها أول رسالة تجمع بيننا في عالم غريب كمثل غرابة تصرفاتها.
و كأول مرة نفس السؤال،عن اسمي المنسي..
سايرت ذاكرتها الضعيفة و مزاجها المتقلب فأجبت،نادني كما تحبين فالأسماء في الأخير ليست لغيرِ التحديد،هي ليست للتباهي أو التفاخر،نحن لم نخترها بل قُدرت لنا..
فنادني بأي اسم تريدين ما دام المعنِي بالأمر محددا،ما دمت أنا خلف ما نَطَقْتِ به ..
فأسألها : ماذا عنكِ؟
-
أنا ؟ أعتقد أني نسيت اسمي..، تُطيل قبل أن ترسل رسالة أخرى ..
إني أتذكر،أتذكر منك القليل فقط،لمحات هنا و هناكـ بين ليلة و أخرى و سهر لآخر،ألست أنت الغريب الذي اعتاد مناداتي ' حبيبتي ' !؟ لنكتفي بها ريثما تذكرت اسمي.
و أعلم أنها حين إرسالها للرسالة قد تذكرت اسمها لكنها لم تعد بحاجة إليه،لقد أعجبها اللقب الذي ناديتها به،الذي قلته لكل من سألني من هي و الذي ورد في جل منشوراتي الافتراضية،' حبيبتي' .
تسألني مجددا عن العمر و أنا أجلس وحيدا أعد السنين،لا تنتظر إجابة برقم أو رقمين،فهي تعرف كفاية أني لست بالماهر في الإجابة المباشرة إنما أعشق المتاهات متيم بالألغاز بين السطور،هي تريد أن أكتب لها سطرا في فلسفة حب النسيان و التواريخ و أنا أتركها تنتظر لـ تمر ثواني من عمري أشيخ فيها قليلا.
لقد تعبث،الانتظار ممل و كئيب أحيانا،أعادت السؤال مع جملة قد تحفزني على الإجابة،كان لها ذلك فنطقت...
أجبتها ، عمري ؟ لا يهم..السنين أرقام تمر،تذكرنا بنهاية قريبة،جميع النهايات مرتبطة بالتواريخ،برقمين أو ثلاثة و أحيانا واحد فقط،حاولي أن تتذكري،لقد مرت سنة على آخر حديث لنا ربما ثلاث مئة و خمس و ستون أو ست و ستون أحيانا،ثلاث أرقام على آخر صفعة نسيان تلقيتِها،العمر ؟ رقم لا أكثر يعلمنا ببداية النهاية،نهاية حرب،بداية حب نهاية سلام و ربما دقائق حلم للقادم من سنين.
عمري ؟ أ أبدأ العد من يوم أحببتني أو ليلة وقوعي في شراكك أنت هنا لك حرية الاختيار يا ' حبيبتي' .
تستغرب جوابي،اعرف ردة فعلها حتى و إن لم تكن أمامي،حركاتها مكشوفة أمامي حتى أنني أتوقع رسالتها القادمة.
حائرة في رسالتها قالت : أحببتك !! اعتقدت أن حبيبتي كانت فقط نكاية فيها؟ أ حقا ما تقول !
توقف الزمن فجأة و قد استغربت سؤالها لقد خالف توقعي،أ حقا كل ذلك طُمر و نُسي ؟ لربما تعرف أني أتوقع ما تفعل و فقط تحاول أن تبرهن أنها هنا و قد عادت.
ماذا لو كان ما تقوله صحيح؟ويلاه..أصبحت غريبة الأطوار مثلي.
لقد تهامسنا ليلة بعد أن نام الجميع،نام الضوء و الصوت و خيم جمال الليل على حديثنا و ضحكاتنا،كيف لك أن نسيت فجأة كل ذلك و راسلتني من جديد تسألين من أنا ؟ و أنت أدراهم بي.
لقد أدركت بعد أن خلدت للنوم أن حوارنا كان كذبا يومها فقد كنت تتذكرين كل شيء،أنك حبيبتي،من أنا و ما اسمي،إلى أي عالم أنتمي و كم مضى فيه من عمري،كل الأجوبة..تعرفينها مسبقا لكنك ارتأيت السؤال و كأن حديثا سابقا بيننا لم يكن.
لقد وصل بك الاشتياق حد الثمالة ليلتها فما كان منك سوى التصرف بحكمة غبية.لتفوزي بحديث كـ أول مرة يشفي الظمأ و ها نحن الآن عدنا من نقطة البداية .
صوت سقوط و استيقاض يليه..
رباه لقد كنت أحلم فقط لكن لم لم أعترف لها ؟
أسأفعل الآن !
حسنا،سأعترف الآن كي لا يعلم طيفها المطارد لي في الأحلام
ربما أنا أيضا أشتاق لك .
من يدري ..

محمد حمو
أطياف
05 :30/10-02-2015


التالي
رسالة أحدث
السابق
..............

إرسال تعليق

 
Top