0

وطن



أراقبها..
تفتح باب غرفتي صباحا،ككل يوم.
تلج الغرفة لتصرخ بعدها ملء حنجرتها،صرخة اهتز لـ وقعها كياني،تسقط ما بيدها،لا أتذكر ما ذلك تحديدا لكني رأيت صندوقا صغيرا.
تهرول نحوي مسرعة،تحاول و بكل قوتها،رفع جسدي المتدلي من سقيفة المنزل،لعل الحبل حول رقبتي يفقد قليلا من انقباضه،أحس بحرارة يدها حولي و صرخاتها أيضا،كان جسدي لحظتها كقطعة ثلج بارد،لكني كنت ميتا،يقظا في ذات الوقت بتصرفاتها ،
جلست بجانب سريري في دهشة من دموعها،تراقبني ألتف حول نفسي مرارا و تكرارا،تزداد درجات الزرقة أكثر و أزداد برودة أكثر مما كنت عليه سابقا و أكثر أيضا تزداد دموعها .
أنا،أقف فوق الكرسي النائم الذي ابتعد.
هي الآن حرة و قد شُفِيتْ و روحي لم تذهب هباءً،لأول مرة تزورني بصندوق يحوي علمها و حريتها .
تقوم من مجلسها،تضع الصندوق فوق السرير ،تلصق العلم على النافذة،تخرج مغلقة الباب،تاركة إياي ألتف حول نفسي.
أبتسم..
فأنا حر بحريتها.
في الأخير لم اكن أبدا لـ أُشفى منها .


إرسال تعليق

 
Top