ﻳﺨﺮﺝ ﺻﺒﺎﺣﺎ ﻭﻳﺼﻌﺪ ﻟﻠﺘﻞ ﻭﻳﻨﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍلفضاء، وينصت لصداه، ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟذي يجيبه ﻭﻟﻮ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺍﻟﺘﻜﺮﺍﺭ. ﻳﺎ ﻣﻨﺴﻲ ﻓﻲ ﻋﺰﻟﺘﻚ ﺍﻟﺒﺪﻭﻳﺔ، ﺧﺎﻧﻚ ﻋﻤﺮ ﻭﺍﻟﺪﻳﻚ ﻭﺧﺎﻧﻚ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺒﺸﻊ ﻭﺍﻟﺤﻆ ﺍﻟﺴﻲﺀ ﻭﺣﺘﻰ ﺗﻠﻚ ﺧﺎﻧﺘﻚ ﻳﺎ ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ، ﺧﺪﻋﺘﻚ ﺑﻠﻔﺎﺕ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺼﺒﻮﻏﺔ، ﺑﻠﺴﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﻜﺎﺫﺏ، ﺑالإﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺗﻘﻨﺖ ﺣﻴﺎﻛﺘﻬﺎ، ﻓﺤﻴﻦ ﻛﻨﺖ ﺗﺨﻴﻂ ﺣﺒﻚ ﻟﻬﺎ ﻭﺑﺪﻯ ﻟﻚ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﻣﺮ، ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺸﻌﻮﺫﺓ ﺳﺤﺮﺕ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻭﻣﺰﻗﺖ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺴﺠﺖ .. ﺍﻩ ﺑالأﻣﺲ ﻳﺎ ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ ﺟﺎﻫﺪﺕ ﻟﺘﺤﻴﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻨﻚ ﺗﺨﻠﺖ، ﻳﻘﻮﻝ : ﻟﺘﻌﻠﻤﻲ ﻳﺎ ﺍﺣﻼﻡ ﺃﻣﺲ ﺳﺄﻟﻔﻜﻲ ﻓﻲ ﺳﺠﺎﺭﺓ ﺣﺸﻴﺶ ﺃﺩﺧﻨﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻲ ﻟﺴﺖ ﻣﺪﻣﻨﺎ، ﻓأناس ﺃﺣﻼﻣﻬﻢ ﺗﺤﻴﻴﻬﻢ، ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﺗﺤﺮﻕ ﻟﻔﺎﻓﺔ ﺣﺸﻴﺶ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﻗﻠﺒﻬﻢ.
ﻳﺎ ﻣﻌﻄﻲ ﺃﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﻌﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺸﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺃﺳﻔﻞ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻚ آسرة، ﻭﻻ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺑﺄﻥ ﺗﻮﻓﺮ ﻟﻚ ﻋﺸﻴﻘﺔ ﻟﻘﺘﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ.. ﻳﺎالمعطﻲ ﻧﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻭﻗﻞ ﻟﻪ ﻟﻢ ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﻭﻟﻢ ﺍﻟﺤﻆ ﺍﻟﻌﺎﺛﺮ، ﻳﺎﺯﻫﺮﺓ ﺍﺿﻴﻔﻲ ﻷﻭﺭﺍﻗﻜﻲ ﻭﺭﻗﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻛﻲ ﺃﻧﺠﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻓﻲ ﻟﻌﺒﺔ ﺍﻟﺤﻆ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻆ، (.. ﻣﺤﻈﻮﻅ، ﻟﺴﺖ ﻣﺤﻈﻮﻇﺎ... ﻣﺤﻈﻮﻅ، ﻟﺴﺖ ﻣﺤﻈﻮﻇﺎ).. ﻳﺎ ﻓﻢ ﺗﻠﻌﺜﻢ ﻭﺃﺧﻄﺊ ﺍﻟﻨﻄﻖ، ﻳﺎﺯﻫﺮﺓ ﺇﻛﺬﺑﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻮ ﻣﺮﺓ.
ﺣﻴﻦ ﻳﺤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺿﻴﻔﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻨﺰﻝ ﺍﻟﻰ ﻣﻘﻬﻰ ﺳﻲ ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ ﻋﺎﺋﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻞ ﻟﻴﺒﻴﻊ ﺍﻟﺴﺠﺎﺋﺮ ﻭﻳﺸﺎﺭﻙ ﺃﺷﺨﺎﺻﺎ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺮﻭﻩ ﺻﺪﻳﻘﺎ ﻭﺍﺑﻦ ﺑﺎﺩﻳﺘﻬﻢ، ﻭﻟﻄﺎﻟﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺮﻫﻢ ﻫﻮ ﻏﺮﺑﺎﺀ ﻛﺄﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﻻ ﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻧﻮﻥ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﻬﻢ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺟﻴﻮﺑﻬﻢ ﻣﻸﻯ ﺑﺎﻟﻨﻘﻮﺩ.
ﻳﻠﻌﺐ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﻳﺒﻴﻊ ﺍﻟﺴﺠﺎﺋﺮ ﻭﻳﺪﺧﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺪﺧﻴﻨﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﺜﻮﻧﻪ ﻣﻦ ﺳﺤﺎﺏ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﺘﺄﺗﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﺔ، ﻟﻴﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺝ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻳﺘﺴﺎﺀﻝ: ﻣﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﻳﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﻕ ﺑﻲ؟ ﻓﻴﺤﺮﻙ ﺍﻟﻤﻮﺝ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻳﻤﻴﻨﺎ ﻭﻳﺴﺎﺭﺍ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺨﺒﺮﻩ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ .. ﺛﻢ ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻰ ﺃﻱ ﻋﺎﻟﻢ ﺗﻨﺘﻤﻴﻦ ؟ .. ﻓﺘﻠﻒ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻟﻤﻮﺝ ﻭﺗﺘﻄﺎﻳﺮ ﻗﻄﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺗﺘﻄﺎﻳﺮ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﻌﻬﺎ. ﻟﺘﺨﺒﺮﻩ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺪﺭﻱ . ﻭﺗﺴﺘﻤﺮ ﺃﺳﺌﻠﺘﻪ ﻭﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻼﺩﺭﺍﻳﺔ، ﻣﺨﺒﺮﺓ ﺇﻳﺎﻩ ﺃﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﺄﻧﻪ ﻫﻲ ﻭﻳﻈﻞ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﻧﺎﻩ، ﻣﺘﻄﺎﻳﺮﺍ ﻫﺎﺭﺑﺎ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ. ﻭﻣﺎ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺍﻻ ﺍﻟﻌﺒﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻼﺯﻣﻪ، ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻻ ﺳﺮﻳﺮﻩ، ﻗﺒﺮﻩ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺎﻡ ﺫﻛﺮﺍﻩ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮﺓ.
ﻧﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﻄﻲ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻻ ﺭﻓﻴﻖ ﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﻗﺎﺗﻠﺔ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ، ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺳﺎﻛﻦ ﺻﺤﺮﺍﺋﻪ.. ﺧﺎﻧﻪ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻭﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭﻟﻌﺒﺔ ﺍﻟﺤﻆ. ﺇﺣﺘﺮﻗﺖ ﺳﺠﺎﺋﺮﻩ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺃﻋﻘﺎﺑﻬﺎ ﺗﺬﻛﺎﺭﺍ ﻣﻦ ﻣﻘﻬﻰ "ﺍﻟﺒﺸﻴﺮ" ﻭﻟﻌﺒﺔ ﺍﻟﻮﺭﻕ ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﻮﻓﻴﺔ ﻟﻪ.
إرسال تعليق