0

عاشق الطيور

بكلّ صراحة ، وأحياناً كثيرة ، خصوصاً وأنّي بلغتُ من العمر الأربعين ، أجد أن الصداقة الوحيدة التي تمكنت من الحفاظ عليها هي معك - نعم معكَ أنت أَيُّهَا القارئ.
وقد نصحني شخصٌ قبلي عاش حياة الكاتب بحلوها ومُرّها أنّ من مسؤولية الكاتب الحفاظ على العلاقة مع القارئ من التدهور وذلك بصيانتها وتلبية احتياجاتها دوريّاً.

والسؤال الذي يطرح نفسه منطقياً هو:
كيف لي ككاتب أن أحافظَ على علاقتي معك أيها القارئ وأنا أجهلُ عنك كلّ شيء ، بينما أنت تعرف عني كل شيء!

وبعد كل تلك السنوات ككاتب تعلمت أخيراً أنّ هناك أمراً واحداً يتوجب عليّ معرفته عنك - رغم أنك ستقفز عن كرسيّك وتنكر بشدة صحة ما أعرفه عنك - وهي أنك عزيزي القارئ " عاشقٌ عظيمٌ للطيور ".

أنت شخصٌ مهتمٌ باقتناء الطيور النادرة وحبسها في قفص ووضعها في بيتك لأنها تثيرُ مخيّلَتك، لأنها من بين كل المخلوقات على وجه الأرض هي الوحيدة التي تذهلك بصفاء أرواحها.
 

إرسال تعليق

 
Top